منوعات

الجامعة الأميركية في بيروت تفتتح العام الدراسي الجديد رسمياً خوري: “يجب أن يكون هذا اليوم يوماً افتتاحياً يبعث على الأمل الحقيقي “

بمناسبة الافتتاح الرسمي للعام الدراسي 2022-23 في الجامعة الأميركية في بيروت، أقيم حفل في قاعة “الأسمبلي هول” التاريخية بالجامعة. حضر الحفل أعضاء مجلس أمناء الجامعة وعمداءها وقيادتها وأعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلاب.

وأشار دخول الموكب الأكاديمي الرسمي ببدء حفل الافتتاح السابع والخمسين بعد المائة للجامعة. تلا ذلك النشيد الوطني اللبناني. ثم، توجه الدكتور فضلو خوري، رئيس الجامعة الأميركية في بيروت، الى الحضور بخطابه المعتاد في يوم الافتتاح، والذي كان عنوانه لهذا العام “بدايات”.

وقال خوري مرحبا بالجميع، “نحتفل اليوم معاً بالبدايات الجديدة، وبكل ما يمكن أن ينبثق عنها.” ثم تحدث عن الظروف التي تمر الجامعة الأميركية في بيروت بها، مجيبا على أسئلة مثل ما الذي يختلف في الجامعة هذا العام، وما الذي لم يتغيّر.

وتابع، “للوهلة الأولى، بعض الأشياء في الجامعة الأميركية في بيروت تبقى على حالها، منها حرمنا الجامعي الجميل الذي يفتح أبوابه أمام طلاب عامه الدراسي السابع والخمسين بعد المئة، وأجواء الترحيب الحماسية بالطلاب، وأعضاء هيئة التعليم والموظفين المتميزين، وفرص المشاركة في حياة الحرم الجامعي والانخراط في السعي لتحقيق التحوّل الذاتي. لا تزال هناك تحدّيات ضاغطة: الاقتصاد اللبناني لا يزال في أسوأ حالاته، ويستمر طرح الحلول من جميع الأشكال والأحجام في الحملات الانتخابية هنا وفي جميع أنحاء العالم؛ وتتسارع الهجرة من هذا البلد ومن المنطقة، ولا سيما بين الشباب، ولكن الآن حتى بين البالغين الذين كانوا أكثر رسوخاً في السابق، وكذلك يستمر عدم الاستقرار والظلم الساحق المتمثل في رؤية الثمار المالية لجهود استمرت طيلة الحياة تصبح بعيدة المنال بشكل مفجع ويؤدي إلى اليأس الحقيقي.”

وشدد أنه “على نطاقٍ أساسي، يجب أن يكون هذا اليوم يوماً افتتاحياً يبعث على الأمل الحقيقي. يجب أن يكون هناك دائما أمل.”

وقال، “على الرغم من اليأس الذي يكتنف وطننا الصغير والذي يبدو سيّء الطالع، أنا مقتنع بأن الأمل حقيقي. وقناعتي تنبع من عناصر في لبنان والمنطقة، وأيضاً عناصر في الجامعة الأميركية في بيروت على وجه التحديد. و سأوجز في هذا الخطاب، بعض الأسباب الأساسية التي تجعلني أعتقد أن خيوط الأمل الصغيرة غير المحسوسة ولكن الشديدة قد بدأت بالظهور. ” وأضاف، “ستنمو هذه البذور يوماً ما وستخلق فرصاً لبدايات جديدة. العديد من هذه البدايات لشعب لبنان والعالم العربي سوف تنبثق، كما منذ أكثر من قرن ونصف، من الجامعة الأميركية في بيروت.”

وتحدث خوري أيضا عن الجهود الخارقة لأعضاء هيئة التعليم والموظفين والطلاب في الجامعة الأميركية في بيروت عبر تاريخها وخلال الحربين العالميتين وكذلك الحرب الأهلية اللبنانية. “من المُلفت أن العديد من خريجينا وأعضاء هيئتنا التعليمية الأكثر إنجازاً كانوا في الجامعة أو عملوا فيها بالفعل خلال بعض أزماتنا الأكثر حسماً وتحدياً، ومن المؤكد أن سلسلة الكوارث في هذا العصر هي منها.”

وتابع، “الجامعة الأميركية في بيروت لا وجود لها ونمو ولا ازدهار في فراغ. فذلك يتطلب إشرافاً دقيقاً، وتحفيزاً مستمراً، والأهم من ذلك كله، هدفاً محدّداً. هذا الهدف، هذه المهمّة، يجب أن تُحفظ، وتعمّم، وتنشر، وتُعاش في نهاية المطاف. إن مسؤوليتنا المشتركة هي دعم ورعاية هذه الجامعة، وهي إحدى الجواهر المميّزة في عصرنا والتي لا يمكن العثور عليها إلا في عدد قليل جداً من الدول – إن وجدت – أو حتى في منطقة أخرى.”

ثم تحدث خوري عن البدايات الجديدة المخطط لها للعام الدراسي القادم، بعد أن انشأت الجامعة بالفعل جسراً عبر البحر الأبيض المتوسط لإطلاق حرم جامعي مزدوج في بافوس، قبرص؛ وتأثير ذلك الإطلاق على السفينة الأم في بيروت. كما تساءل، “كيف سننقل هذا التأثير وخططنا للمستقبل بطرق تظل وفية لإرثنا وتعزّز مهمتنا الطليعية؟”

وأوضح أنه “بعد عام من التشاور المكثف والدراسة قمنا بتحديث هويّة الجامعة الأميركية في بيروت البصرية (اللوغو)، كما أعلنا الأسبوع الماضي. يؤكد هذا المظهر الجديد المميّز على هويتنا كواحدة من أقدم الجامعات وأعرقها وأكثرها التزاماً برسالتها، وهي جامعة متجذّرة بقوة في بيروت، ولكن مع وجود عالمي يتنامى بشكل متزايد. وعلى الرغم من كل التغييرات، عندما تنظر إلى هويّة الجامعة الأميركية في بيروت البصرية عبر التاريخ، سترى أن هويتنا لبصرية الجديدة ليست خروجاً عن هويتنا التاريخية بقدر ما هي رؤية جديدة لها.”

وأضاف خوري، “بينما نبدأ عامنا الدراسي السابع والخمسين بعد المئة مستهلّين حقبة جديدة لجامعة متجذّرة بقوة في بيروت، ولكن مع انتشار عالمي أكبر. فإن الهوية البصرية الجديدة تشير إلى بدايات جديدة. يتعلق الأمر بالانتعاش والارتباط بجماهير جديدة وأجيال أكثر شباباً. وكما قلت خلال حفل افتتاح العام الماضي ‘وحدها الديناصورات، الحقيقية والمجازية تقف مكتوفة الأيدي… والكل يعرف مصيرها.‘
الجامعة الأميركية في بيروت هي الآن، وستظل دائمًا، حيّة وحيوية، وتغيّر نفسها لخدمة مجتمعاتها والوفاء بمهمتها في مواجهة الظروف المتغيرة والوقائع المحيطة. ومع ذلك، وكما تشهد هذه الهوية البصرية الجديدة، فإن ما يهمّ حقاً في هذه الجامعة،  كالتزامها الدائم بالممتازية والخدمة لشعوب هذه المنطقة وخارجها، يجب ألا يتغير أبدًا.”

وقال،
”هذه الممتازيّة الدائمة يجب أن تُستنفر لتوفير تأثير أكبر على الصالح العام والمجتمعي. لبنان بالتأكيد ليس البلد الأول الذي يشهد انهياراً كارثياً، وفي هذه الحالة انهياراً اجتماعياً واقتصادياً.”

وتابع، “تماشياً مع قيمنا، يجب علينا مراجعة وتجديد اشتماليتنا واستدامة حياتنا الطلابية. ومن أكثر الاحتياجات إلحاحاً في لبنان غير المستقر توفير بعض اليقين لطلابنا.” وأوضح خوري أنه من خلال مراجعة الرسوم الدراسية، للتمكّن من التحول التدريجي إلى أكلاف تعليم أكثر استقراراً وأهمية وقائمة على الدولار، خلال فترتين متميزتين مدتهما ثلاث سنوات، استفادت الجامعة من مواردها لتعزيز اشتمالية الطلاب مع تحقيق زيادات كبيرة في المساعدات المالية لهم.

وقال، “لقد قمنا بالتحديث مع ضمان الاستمرارية، ووظفنا ثماني وسبعين عضواً جديداً في الهيئة التعليمية خلال الأشهر الثمانية عشرة الماضية، وجمّدنا خسائرنا، وحققنا إعادة نمو لمكوناتنا الأساسية (أعضاء هيئة التعليم والطلاب والموظفين)، وأقنعنا أكثر من عشرين من أعضاء هيئة التعليم بالعودة الى جامعتنا، بعد إجازات أُخذت خلال الأيام المظلمة في الفترة السابقة. وبالتالي، قمنا بتوظيف وتسجيل أفراد يشكلون احدى أقوى سنواتنا الدراسية منذ أعوام، دون التضحية بالتميز أو الشمولية.”

وأضاف، “لقد تعاونا مع شركائنا الكرماء والداعمين من خلال الاستثمار في جامعتنا لتصبح أفضل وأكثر شمولاً وأكثر تميّزاً. وصلتنا موارد قدّمها أمناؤنا وخرّيجونا وأصدقاؤنا، بالإضافة إلى شركاء مهمين مثل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ومؤسسة ماستركارد، ومبادرة الشراكة الشرق أوسطية، ومشروع توحيد شبيبة لبنان، وغيرهم. وتُستثمر هذه الموارد في المنح الدراسية للطلاب، ومساعدة المرضى، ودعم الرواتب، وتنمية الحرم الجامعي، وكذلك في مبادرات جديدة.”

وتشمل هذه المبادرات الجديدة مبادرة “الجامعة الأميركية في بيروت أونلاين،” والحرمين الجامعيين التوأمين في قبرص والعالم العربي، ودعماً أقوى لأندية الطلاب، ومرافق طلابية حديثة، وإرشاداً أفضل، وتيسّراً أوسع للحصول على دعم الصحة العقلية، واستشارات مهنية أقوى وأكثر تنوعاً، وبرامج عبر كل الحرم الجامعي، وجهود بحثية مثيرة للإعجاب. “لقد فعلنا كل ما نتحدث عنه معًا، كمجتمع موحد، وإن كان مجتمعًا له وجهات نظر متنوعة.”

وختم خوري قائلاً، “هويتنا واضحة إذن. لا تزال الجامعة الأميركية في بيروت متجذّرة بعمق في بيروت، التي هي من بين أثرى مدن العالم تنوعاً وثقافة. ونحن مصمّمون على الريادة في تطوير لبنان وعالم عربي أكثر استدامة.”

وأضاف، “فقط أولئك الذين يجهلون تاريخنا حقاً يمكنهم تجاهل سجلّنا الحافل وتصميمنا على السعي وراء التميز من أجل الصالح العام، سواء في الداخل، في أحرام الجامعة، أو في جميع أنحاء لبنان والمنطقة والعالم.”

وختم خوري خطابه شاكراً الجميع على التزامهم بالجامعة الأميركية في بيروت، “لطلابنا، اقول اختاروا نشاطاً جديداً، ووسّعوا آفاقكم. التحقوا بنادي. انغمسوا في هذه المؤسّسة الرائعة وكل ما تقدمه. اليوم، نبدأ من جديد، ولا شيء يجب أن يمنعنا من أن نصبح كل ما نطمح إليه.”