المركز التعاوني بين الجامعة الأميركية في بيروت، كلية الطب ومنظمة الصحة العالمية مختبر مرجعي استشاري مخصص لدراسة تفشي وباء الكوليرا في لبنان
المركز التعاوني بين الجامعة الأميركية في بيروت، كلية الطب ومنظمة الصحة العالمية
مختبر مرجعي استشاري مخصص لدراسة تفشي وباء الكوليرا في لبنان
يشهد لبنان منذ بداية شهر تشرين الأول 2022، تفشياً لوباء الكوليرا الذي بدأ من المناطق الريفية في شمال لبنان وانتشر في معظم المناطق على مستوى البلاد ليصل إلى إجمالي 368 حالة مخبرية مؤكدة في تاريخ 27 تشرين الأول 2022، وفقاً لسجلات وحدة المراقبة الوبائية التابعة لوزارة الصحة اللبنانية. وتشكل الفئات الفقيرة والمحرومة، التي تعيش في المناطق التي تعاني من سوء البنية التحتية الشريحة الأوسع تضرراً، لا سيما في ظل عدم كفاية مستويات النظافة ومرافق الصرف الصحي بالإضافة إلى سوء معالجة المياه، والمياه غير الآمنة للشرب.
واستجابة لحالة تفشي وباء الكوليرا في لبنان، يقوم المركز التعاوني للمراجع والبحوث حول مسببات الأمراض البكتيرية، الذي هو ثمرة تعاون بين الجامعة الأميركية في بيروت، كلية الطب، ومنظمة الصحة العالمية (WHO-CC) و قسم علم الأمراض التجريبية وعلم المناعة وعلم الأحياء الدقيقة ( EPIM) ومركز أبحاث الأمراض المعدية (CIDR)، وبناءً على طلب منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة العامة اللبنانية، حصرياً بالفحوصات المخبرية للضمة الكوليرية، على مستوى الأدلة الظاهرية والجينية، وذلك بغرض مراقبة الجهود الجينومية على الصعيد الوطني للكشف عن أسباب تفشي الكوليرا في لبنان.
قال البروفسور غسان مطر، رئيس قسم علم الأمراض التجريبية وعلم المناعة وعلم الأحياء الدقيقة EPIM ، والمدير المساعد ومدير المختبر في مركز أبحاث الأمراض المعدية CIDR في الجامعة الأميركية ومدير المركز التعاوني مع منظمة الصحة العالمية: ” شكل مراقبة مرض الكوليرا على الصعيد الوطني ، أمراً ضرورياً للاستجابة الصحية العامة في الوقت المناسب ولتنفيذ تدابير مكافحة الوباء من قبل السلطات الرسمية لوقف انتشار العامل المسبب لمرض الكوليرا”.
وأضاف مطر”سيتم استخدام أحدث التقنيات مثل تسلسل الجيل التالي (NGS) في عملية فك رموز وهوية ومصدر سلاسلة كوليرا المنشرة في لبنان”.
واعتبر مطر أنه من خلال تسليط الضوء على الخصائص الوراثية المحددة لسلالة الضمة الكوليرية المنتشرة، يسهل تتبع مصدر هذه السلالة وبالتالي يمكن لوزارة الصحة العامة ربط هذه المعلومات بالبيانات الوبائية وتنفيذ التدابير المناسبة للسيطرة على انتشار الكوليرا.
وتابع البروفسور مطر قائلاً: ” تمكّن فريق الجامعة الأميركية في بيروت ،من خلال اختبار العينات السريرية (عينات البراز) والعينات البيئية (المياه والصرف الصحي) والخضروات، من تحديد سلالة واحدة من الضمة الكوليرية المنتشرة في لبنان.” وتم العثور على السلالة التي تنتمي إلى Serotype O1 EL TOR OGAWA ، نوع التسلسل (ST) ST 69 ، وهو مقاوم لعدد من المضادات الحيوية. من الناحية التطورية ، فإن سلالة الضمة الكوليرية في لبنان تشبه السلالات التي تسبب تفشي المرض في سوريا و البلدان الأخرى، في الوقت التي لا تزال الاستجابة لحالات الطوارئ مستمرة” أضاف الدكتور مطر.
يقود البروفسور غسان مطر، هذه الأبحاث والجهود المكثفة لكشف أسباب تفشي الكوليرا في لبنان، اما القيادة التقنية في هذا المشروع فهي للدكتور أنطوان أبو فيّاض ، الأستاذ المساعد في قسم علم الأمراض التجريبية وعلم المناعة وعلم الأحياء الدقيقة EPIM. ويُعتبر المركز التعاوني في الجامعة الأميركية في بيروت مع منظمة الصحة العالمية للمراجع والبحوث حول مسببات الأمراض البكتيرية WHO-CC، المركز الرائد إقليمياً وعالمياً في مراقبة الكوليرا والأمراض المعدية الأخرى .
تُعرّف الكوليرا، بأنها عدوى إسهالية حادة تسببها بكتيريا ضمة الكوليرا. وغالباً ما تكون العدوى خفيفة أو معتدلة أو من دون أعراض، ولكنها قد تكون شديدة في بعض الأحيان مسببة إسهالاً مائياً غزيراً وقيئاً مصحوباً بأعراض أخرى ويمكن أن تكون مهددة للحياة. ينتقل وباء الكوليرا وينتشر في الأماكن بسبب عدم كفاية النظافة وسوء مرافق الصرف الصحي ومياه الشرب غير الآمنة وعدم كفاية معالجة مياه الصرف الصحي. ويُعتبر الأشخاص الذي يعيشون في ظل هذه الظروف، الأكثرعرضة للإصابة بالكوليرا. ويوصي الدكتور مطر بأن يتخذ الناس إجراءات وقائية تتعلق بالنظافة، ومياه الشرب الآمنة من الزجاجات المغلقة ذات المصادر الموثوقة، واستخدام المطهرات لغسل الفاكهة والخضروات.
تحرص الجامعة الأميركية في بيروت على بناء شراكات بين كلية الطب والمنظمات والهيئات الدولية، بهدف زيادة وتعزيز مستوى الوعي حول تفشي الأمراض وتوفير الاحتياطات اللازمة في وقت مبكر. وتتميز كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت، بمكانتها ودورها كمؤسسة تعليمية وبحثية رائدة ومعتمدة دولياً في لبنان والشرق الأوسط، تعمل على توفير البرامج التعليمية والتدريبية في الطب والبحوث الطبية الحيوية التي تستجيب للاحتياجات المتطورة عالمياً في الطب الأكاديمي ورعاية المرضى .