نصف_لقاء بقلم: الإعلامية جوهرة_شاهين
بقلم: #جوهرة_شاهين
وصلتُ مكان حفل العشاء، وتوجّهتّ مباشرة نحو إحدى الطاولات التي ارشدني إليها موظّف الاستقبال، بينما كان المدعوون يلتقطون الصور في الصالة الأخرى.كانت الطاولة خالية الا من شاب في منتصف اربعيناته تقريباً.
وما ان اقتربتُ من طاولتي حتى وقف لي ليعرّفني بنفسه:
-علاء
– تشرّفتُ بمعرفتكَ، أنا ليلى
سحبتُ يدي من يده وهو ينظر في عينيّ دون أن يردّ على جملتي الأخيرة.. وأزحت نظري عنه لأجلس على الكرسي لأعيد نظراتي إليه وأجده ما زال محدّقاً بي. فلم استطع كبح سؤالي:
– هل من خطب ما؟
اجابني بكل جرأة وبصوت خافت :
– احاول ان اجد فيكِ عيباً واحداً يجعلني اشيح بنظري عنك.
فابتسمت ابتسامة مصطنعة وقلت له:
– كلّنا عيوب يا رجل وسوف تجد الكثير منها بي.
فابتسم وقال وهو ينظر في عينيي:
– ليتني أعثر على واحد فقط كي أُنقذ قلبي من التعلّق بكِ.
فقلتُ : اذا كان الامر يتعلّق بقلبك فلن تجد ما تبحث عنه.
فاستدار نحوي محدّقاً سائلاً : ولماذا؟
فأجبته على الفور: لأنّ القلب لا يرى العيوب.
– وهل تقصدين بذلك أن القلب اعمى؟
– لا، اقصد انّ القلب عندما يحبّ شخصاً يعشقه بعيوبه. فاذا كنت تريد رؤية العيوب انظر بعينيك فقط. وضع قلبك جانباً.
– لكن قلبي هو من يدفع عينيي للنظر اليكِ!
– لا.. القلب لايبحث عن العيوب.. القلب لا يرى سوى الجمال وانما عقلك هو من يدفع عينيك للبحث عن عيوب كي يجنّب قلبك التعلّق..
– والى ايّهما اصغي؟
– لا يمكنكَ الّا ان تصغي الى الاثنين معاً وفي النهاية روحك سوف تختار من يشبهها..فالقرار الاول والاخير لها.
وهممتُ بالوقوف للرد على مكالمة زوجي الهاتفية لأطمئنه انني وصلت، فأوقفني بسؤاله: ماذا لو روحي وجدت من يشبهها الآن؟
فضحكتُ ضحكة ساخرة وقلت له يا لها من سريعة في اتخاذ القرار.. اذاً ، عليك البحث عن روح أخرى في مكان آخر يا عزيزي!